السبت، 4 أغسطس 2012

عناصر الفلسفة السياسية لميكيافيلي..

عناصر الفلسفة السياسية لميكيافيلي..

بقلم الباحث احمد الشجيري

في كتابه "فن الحرب" يدعو ميكيافيلي الفلورنسيين إلى تكوين جيش وطني، للدفاع عن فلورنسا، وهو كلام جريء في عصره إذا علمنا أن فلورنسا كانت تحت حماية الجيوش الفرنسية، وأيضا عدم الاعتماد على جيوش المرتزقة، كما يوضح أيضا في كتاب "الأمير"، ومجمل التبريرات التي يسندها بها ميكيافيلي دعوته، تؤدي بنا إلى القول أن الفلسفة السياسية لميكيافيلي، احتضن
ت ما سيعرف فيما بعد بالدولة الوطنية، التي تبحث لها عن جذور تيولوجية، بل تعتمد على خصوصياتها القومية، لذلك نجد له كتابات عديدة، تناول فيها القضايا الخاصة ببلده "فلورنسا"، وهذا أيضا قد يجعلنا نقول إننا بصدد "مثقف" حقيقي، فمن كتاباته أيضا، "إصلاح حكومة فلورنسا".

وجه الجدة في الفلسفة السياسية لميكيافيلي، يتجلى أيضا في كونها تناولت بصورة واضحة عن شيء كان يسبب للساسة وخزات ضمير عندما كانوا يمارسونه، ونقصد "السياسة غير الفاضلة"، فالصراع في السياسة هو جزء من طبيعتها كما سبق القول، ومن الطبيعي أن يلجا المتصارعون لجميع الوسائل لحسم انتصاراتهم، وما فعله ميكيافيلي هو أنه خلص السياسيين من الشعور بالذنب، بل دعاهم إليه وحثهم عليه، واعتبره حقا لهم، وخاصة في كتاب "الأمير" كما سنرى، في العنصر الموالي.
ميكيافيلي أيضا وضع أسس علم السياسة، كعلم محايث للعلم الطبيعي، فإذا كانت غاية هذا الأخير هي تمكين الإنسان من السيطرة على الطبيعة، فإن علم السياسة هو العلم الذي يمكّن البشر من السيطرة على البشر، وهي فكرة التقطها سبينوزا في رسالته السياسية، وكذلك هوبز، فسبينوزا يهاجم الفلاسفة بكونهم، يعالجون الانفعالات بوصفها رذائل ويظهرون إيمانهم بطبيعة بشرية غير موجودة، وهنا يصف سبينوزا ميكيافيلي بـأنه مدافع عن الحرية بما هي انفعالات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق