الأحد، 5 أغسطس 2012

هل اصبح الربيع العربي مصطلحاً سياسياً ؟؟




بقلم الباحث احمد الشجيري

اطلق هذا المصطلح على الأحداث السياسية الجارية في العالم العربي، والتي اطاحت بحكم زين العابدين بن علي في تونس و محمد حسني المبارك في مصر و العقيد معمر القذافي في ليبيا. وكذلك اجبار الرئيس اليمني علي عبدلله صالح على التنازل عن صلاحياته لنائبه بموجب المبادرة الخليجية هي تندرج ايضاً في هذا الإطار. وهناك مرشح آخر للأطاحة به في هذه الأحداث وهو بشار الأسد في سوريا. كانت الشرارة الأولى من تونس في( 18 ديسمبر 2010) التي أطلقها الشاب محمد بوعزيزي في بداية(ثورة الياسمين) التي أصبحت مصطلحاً في معجم(الربيع العربي)، وانتقلت إلى مصر في 25 يناير(ثورة النيل(، وامتدَّ الحراك الاجتماعي على خطوط الطول والعرض للعالم العربي.. وحتى هذا اليوم لا تزال القراءات السياسية والأيديولوجية والسيكيولوجية والمقالات اليومية والبحوث الفكرية والتاريخية، والدراسات والندوات في الشؤون العربية اليومية مستمرة، تتفاعل في ظلّ تجاذب إقليمي ودولي. وتتباين الآراء بين مؤيد ومعارض، على مستوى الأفراد والأحزاب والمنظمات الأهلية والمدنية، في تعددية التأويلات والتفسيرات والاصطفافات، المترافقة مع حركة الشارع العربي وإفرازاته، وردود الأفعال على المستويين الإقليمي والعالمي. ويرى البعض أن هذه الأحداث يمكن ان تسمى بالانتفاضة و آخرون يرون ان هذه الأحداث قد عبرت حدود الانتفاضة و وصلت الى الثورة.
سئل الباحث المصري الدكتور سمير أمين هل يمكن أن نطلق على ما يجري في مصر مصطلح الثورة؟ أجاب(أمين) بالنفي. وقال إن 25 يناير أكبر من انتفاضة، وأقل من ثورة، إنها(خطوة ثورية). و تعددت المسميات التي استخدمت لوصف هذه الأحداث والتطورات الجارية، ولكن لا واحدة من تلك المسميات تنطبق بنفس الدقة على جميع الانتفاضات العربية بالنظر إلى تباينها واختلاف طبيعتها من بلد إلى آخر ومن ثم صعوبة إدراجها تحت يافطة واحدة، وذلك رغم الحقيقة التي لا مراء فيها وهي أن الثورات العربية تشترك في أسباب عميقة مؤدية لاندلاعها ومتمثلة في إحباط بعض الشعوب من غياب الديمقراطية وحرمانها من حقوقها الأساسية ومن حرياتها الفردية، بالإضافة إلى تدهور الظروف المعيشية وتنامي الفساد وانعدام العدل الاجتماعي.
إن هذا المصطلح غير المجمع عليه يدل على أن البلدان العربية قد انتقلت من وضع أسود إلى وضع جديد سمي "بالربيع العربي"، تيمنا بمضمونه المشرق، وهكذا تنتقل البلدان العربية بعد مخاض عسير حسب أنصار هذا التحليل، من الفصل النقيض وهو الشتاء أو الخريف أو الصيف إلى الفصل المشرق وهو الربيع بكل ما يعنيه ذلك من جمال وفتنة واستقرار ورفاهية وحياة كريمة وحرية ومساواة. هذا ما يردده أنصار الربيع العربي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق