الأحد، 5 أغسطس 2012

الديمقراطيات المعاصرة بين النشأة والتطور..





بقلم الباحث احمد الشجيري

مع سيادة سلطة الفرد تراجع الحديث عن الديمقراطية إلا أنها بُعثت من جديد في القرن الثامن عشر .. كيف ولماذا؟ النزعة الفردية وسلطة الفرد سيطرت على معظم الاهتمامات حتى القرن السادس عشر.. ساعد على بقاء تلك السلطة: قيام الإمبراطورية الرومانية - انتصار الكنيسة الكاثوليكية - انتشار الإقطاع .. مع مرور الوقت ظهرت قوى تعارض هذه النزعة وأدت في النهاية إلى المجتمعات الأوروبية من الحكم المطلق إلى نظام الدولة ذات الحكم الديمقراطي.. بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية تصدت الكنيسة الكاثوليكية للحكم المطلق ووضع قيود على الحكم المطلق .. أصبحت هي الصوت المرجح بين الأمراء المتصارعين ... ثم كان صراع اللوردات والأرستقراطيين من ملاك الأراضي مع الملوك المطلقين ... ظهور هيئات تمثيلية (نيابية) ...مهد هذا لقاعدة حكم القانون .. ثم كان الصراع بين الكاثوليكية والبروستانتية ... الإصلاح الديني ..صيانة الحريات الدينية والحد من سلطان الكنيسة الكاثوليكية.. في القرنين السابع عشر و الثامن عشر استطاع الملوك توسيع سلطانهم ونفوذهم على حساب البارونات والأمراء المحليين .. وظهرت دولة قوية بحكومات مركزية قوية وملوك مستبدين .. وألغيت إمتيازات الارستقراطيين وأغلقت البرلمانات .. قدم الكثير من المفكرين رؤى تدعم أركان الدولة المعاصرة.. ثم شهدت أوروبا الكثير من الحروب وحركات التمرد .. حتى كانت الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 فحطمت السلطة المستبدة وكل الطبقات وأضعفت الكنيسة واللوردات المحليين وأقامت الجمهورية.. في نفس الوقت كانت بريطانيا تتجه نحو حكم يقيد سلطة الملك.. وفي أمريكا كانت ثورة المستعمرات وحرب الإستقلال ووضع الدستور الأمريكي.. ومنذ القرن 16: اتجهت أوروبا نحو المذهب الاقتصادي الرأسمالي.. وظهرت طبقة التجار ورجال الأعمال .. وراحوا يدافعون عن الملكية الخاصة والحريات: حرية التجارة - حقوق الفرد.. • الفلسفة الليبرالية.. • النزعة القومية.. في القرن التاسع عشر سادت في بريطانيا والولايات المتحدة مبادئ الحرية الفردية وسيادة القانون لكن ظلت الدولتان بلا ديمقراطية بالشكل الذي نراه اليوم.. في بقية أوروبا: حصلت الكثير من الدول على القيم الليبرالية لكنها أيضاً ظلت أرضاً خصبة للأفكار الفاشية والدكتاتورية.. وظلت الديمقراطية النيابية بلا ديمقراطية حقة.. حق الانتخاب جاء تدريجيا قي بريطانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول.. تم وضع أسسها بالثورات.. لكن أمكن تحقيقها في أماكن أخرى بوسائل غير عنيفة.. في أي المجتمعات تظهر الديمقراطيات؟ عرفت الهزيمة والنصر: ولدت من جديد في أوروبا في القرنين: 17،18 وانتصرت في القرن العشرين.. كانت إلى جانب المنتصرين في الحربين العالميتين الأولى والثانية.. ارتبطت بمختلف الأنظمة الاقتصادية والصناعية - البدائية والمتطورة - الفقيرة والغنية.. وطُبقت في دول صغيرة جدا وفي دول كبيرة.. وفي دول مختلفة في الثقافة والدين.. بريطانيا: نموذج للتطور التدريجي للديمقراطية من الحكم المطلق الملكي إلى الحكم الارستقراطي ثم إلى الديمقراطية.. تدرج في حق الإقتراع: 245 ألف انجليزي لهم حق الإقتراع عام 1761 تدرج آخر في الولايات المتحدة .. ... الديمقراطيات المعاصرة سر نجاح تلك الديمقراطيات المعاصرة: البدء بثورة مبكرة ... يتبعها تطور سياسي تدريجي ... ثم بناء مؤسسات ووضع قواعد للعمل السياسي... وضم جماعات وطبقات إلى الفئة التي تمارس السلطة... ومنح الحقوق الأساسية للجميع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق