السبت، 4 أغسطس 2012

مفهوم الدولة الحديثة عند الفلاسفة

مفهوم الدولة الحديثة عند الفلاسفة ؟!

الباحث احمد الشجيري
سوف نتناول الرؤى الفلسفية عند كل من توماس هوبز وجون لوك ، اللذين قاما بتفسير كيفية نشأة المجتمع المدني، واسهما في بناء هذه النظرية بأفكارهما حول الهدف من الدولة ومعنى السلطة، من خلال وضعهما تصورين لنوعين من أنواع الحكم، وتبريرهما بحسب الأهداف التى كانا يريدانها للدولة الحديثة وجاءت هذه الطروحات من اجل احداث تغيير
في الفكر السياسي الأوربي ، ودوره في تغيير كثي...ر من المفاهيم القديمة ،ومنها المفاهيم الأرسطية التى تمسكت بها الكنيسة لفترة طويلة وهنا نؤكد على أهمية الكشوف الجغرافية وكيف ساعدت على نمو التجارة وظهور الطبقة البرجوازية التجارية الجديدة . حيث أكدت تلك الرؤى ايضا في أهمية الإصلاح الديني ودوره في تغيير الفكر السياسي الأوربي، الذي كان له أثره في التخلص من الاستبداد السياسي الكنسي بتدعيم مسألة الحرية الدينية, وما أحدثته حركة الإصلاح الديني في تغيير سياسة انجلترا التي كان من نتائجها سيطرة الدولة على الكنيسة . وانجازات الفكرية لرجالات القرن السابع عشر واهم ما وصل إليه الفكر الأوربي والانجليزي من تطورات وتغيرات سياسية، واقتصادية، وعلمية ساعدت على الثورة ضداً على ما هو قديم . واثر الإصلاح السياسي والصراعات التى قامت في انجلترا بين الملك والبرلمان مما أدي في النهاية إلى انتصار البرلمان. ومن خلال إعطاء تصورا عاما عن نظرية الحالة الطبيعية عند كل من توماس هوبز وجون لوك ، اللذان فسرا من خلال هذه الحالة سلوك الإنسان في المجتمع غير المنظم في ضوء رؤية فلسفية ، وتفسيرهما للحالة الطبيعية كأساس للانتقال من المجتمع غير المنظم إلى المجتمع القائم على العقد الاجتماعي، حتى اصبح هناك تصورا خاصا عن فكرة العقد الاجتماعي بين توماس هوبز وجون لوك، حيث انطلق الفيلسوفان من فكرة الحالة الطبيعية والعقد الاجتماعي لبيان كيفية وصول الناس إلى الحكم المدني ؛ فعند دراسة فلسفة كل من هوبز ولوك ،لاحظنا أن هوبز أسس للحكومة المطلقة القائمة على حكم الفرد، أو مجموعة من الأفراد ،هذه الحكومة التى قامت على أساس تنازل الأفراد بموجب عقد ابرم بين الناس ولا يكون الحاكم طرفا فيه، ولا يحق للأفراد بعد هذا التنازل إلغاء السيادة من الحاكم بأي حال من الأحوال، إلا في حالة عدم قدرة الحاكم على حمايتهم. فنظام الملكية هو الأفضل عند هوبز ؛ لأنه أفضل من النظام الديمقراطي المتقلب نتيجة تعدد واختلاف الآراء فيه ، ولذلك وجدنا هوبز قد وضع حقوقا مطلقة للحاكم يجب على الرعية الالتزام بها. وتوصلنا أن هوبز على الرغم من النقد الموجه إليه من قبل بعض الباحثين في آراءه عن الحكم المطلق ، إلا انه يعد أهم مفكر سياسي في التاريخ الإنساني بصورة عامة ، لان الغرض الأساسي من تأسيسه للدولة الصناعية كان حماية الناس وحفظ الأمن والسلام بينهم . ووجدنا ان فكرة العقد الاجتماعي عند لوك والحالة الطبيعية ، التي اتسمت عنده بالمساواة والسلام على عكس هوبز ، الذي جعل الحالة الطبيعية حالة حرب وصراع . فالإنسان عند لوك اجتماعي بطبعه ، ويمتلك الحق في كل الأشياء في الحالة الطبيعية ومنها الحق في الملكية، لذلك كانت رغبة لوك من تكوين المجتمع المدني هي المحافظة على ملكيات الأفراد ، وهذا ما وضحه بشدة في كتابيه (الحكومة المدنية ، ورسالة في التسامح) ، وكذلك رفضه لمسالة الحق الإلهي الذي كانت لأراء لوك دور في هدم دعائمه التى حاول فيلمر إقناع الناس بها، ورفضه للحكم المطلق بسبب ما يتصف به الحكام المستبدون من عدم الإهتمام برعاياهم . لذا يمكن القول ان لوك من أنصار الليبرالية لانه شدد على إعطاء الدولة الحرية للأفراد من خلال وضعه مبدأ الفصل بين السلطات .كما أنه ما يميز لوك هوانه جعل السلطة مقيدة بحكم الأغلبية القائم على الرضا،ووجدنا أن المجتمع عنده هو الأهم ،لان الناس يستطيعون تغيير السلطة ،إذا لم تستطع الدولة المحافظة على حقوقهم وملكياتهم. ومن خلال نظرة سريعة في السلطة المدنية والدينية من قبل لوك ، فقد انطلق من خلال فكرته عن التسامح إلى توضيح فكرته عن الحرية وأهمية دور الدولة والقانون في حماية الملكيات . كما أن من واجبات الدولة عدم التعدي على حقوق الناس باسم الدين ،وعلى الحاكم أيضا أن لا يحكم باسم الدين، أو يتحيز لأية كنيسة أو يجبر الناس على اعتناق دين معين ؛ فالناس لدى لوك يمتلكون الحرية في اختيار الكنيسة التى يريدون الانتماء إليها، ولذلك يجب أن يسود مبدأ التسامح بين الناس والإحسان والرحمة .ونتيجة فصل لوك الدين عن الدولة عد من المنادين بالعلمانية .وترجع أهمية لوك في الفكر السياسي إلى وضعه قواعد لمفهوم الديمقراطية الليبرالية، التى ظهرت على أساسها إعلانات حقوق الإنسان . وكانت النتيجة النهائية في فلسفتي توماس هوبز وجون لوك، فقد وضع هوبز فلسفته لتأسيس الحكم المطلق، وبنا لوك أفكاره لتأسيس الحكم الليبرالي الديمقراطي المنادي بالحرية للإنسان من خلال الحفاظ على الملكيات والتسامح الديني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق